أطلقت بيلبورد عربية هذا الأسبوع قائمة أعلى 50 أغنية إندي عربي، والتي تُعدّ مؤشرًا دقيقًا لقياس شعبية الأغاني التي تنتمي إلى الموسيقى العربية بمشاهدها وأساليب إنتاجها وجنراتها البديلة التي لا تتطابق مع القوالب التقليدية لأغاني البوب، بما فيها الإندي بوب، والإندي روك، والبوست روك، من مختلف المشاهد الموسيقية في العالم العربي. تمثل هذه القائمة انعكاسًا للأذواق الموسيقية الناشئة والاتجاهات الجديدة التي تتشكل في المنطقة، مما يجعلها مرجعًا للفنانين والمستمعين على حدٍ سواء.
تأتي قائمة أعلى 50 أغنية إندي عربي كخطوة جديدة لبيلبورد عربية بمواكبتها المشاهد الموسيقية في المنطقة العربية؛ فمنذ إطلاقها قائمتي هوت 100 و100 فنان بنهاية عام 2023، واصلت بيلبورد عربية استكشاف التنوع الموسيقي في المنطقة عبر إطلاق مجموعة جديدة من القوائم، لتصدر في اليوم الأول من شهر أغسطس/ آب 2024 أربع قوائم جديدة تُغطي الأغاني باللهجات العربية المختلفة، وهي: أعلى 50 أغنية خليجي وأعلى 50 أغنية ليفانتين وأعلى 50 أغنية مصري وأعلى 50 أغنية مغاربي. وفي الأسابيع التالية، تم إضافة قوائم متخصصة بجنرات موسيقية، وهي أعلى 50 شيلات وأعلى 50 هيب هوب عربي. وفي هذا السياق، تأتي قائمة أعلى 50 أغنية إندي عربي لتستكمل قراءة بيلبورد للمشهد الموسيقي، بلغة البيانات والأرقام.
توو ليت كان النجم الأكبر في الأسبوع الأول من إصدار القائمة، حيث تصدرت أغنيته "حبيبي ليه" المرتبة الأولى. هذه الأغنية، التي تتصدر أيضَا قائمة أعلى 50 أغنية مصري للأسبوع الثاني تواليًا، صدرت ضمن ألبومه الجديد "كوكتيل غنائي". من الجدير بالذكر أن خمس أغاني من هذا الألبوم ظهرت على قائمة أعلى 50 أغنية إندي عربي، ليكون الألبوم الأكثر تأثيرًا على القائمة، بالتساوي مع ألبوم "روما" لكايروكي. وبحضور أغنية "ليالينا" لتوو ليت على القائمة أيضًا، يرتفع رصيده إلى 6 أغاني، تتواجد ثلاث منها في المراتب الخمسة الأولى: "حبيبي ليه" في المرتبة الأولى و"ما تيجي عدّي عليكي" بالمرتبة الثانية و"ليالينا" بالمرتبة الخامسة.
ومن بين الفنانين الأكثر حضورًا على القائمة، يبرز سيلاوي، الذي يُعادل رقم توو ليت بحضور ست من أغانيه على القائمة أيضًا، ولكنه يغيب عن المراتب العشرة الأولى؛ فالأغنية الأعلى في جدول الترتيب من بين أغانيه هي "إلفي"، والتي تتواجد في المرتبة 14. ولا يتفوق على توو ليت وسيلاوي سوى اثنين، هما: مسلم وفرقة كايروكي؛ حيث يبرز اسم مسلم كالفنان المنفرد الأكثر حضورًا على القائمة، برصيد 7 أغاني؛ لا يتواجد منها في المراتب العشرة الأولى سوى أغنية "اتنسيت"، التي تأتي بالمرتبة التاسعة.
أما الرقم القياسي بالمجمل، فهو من نصيب فرقة كايروكي التي شغلت ثمانية مراتب على القائمة، وتشغل أغنية "بسرح وأتوه" المركز الأعلى فيها بالحضور بالمرتبة العاشرة. وإذا ما تم احتساب أغاني أمير عيد التي أصدرها منفردًا، فالرقم يزداد إلى 12 أغنية، حيث تحضر 4 من أغاني ألبومه الأخير "روكسي" في القائمة، وبذلك تكون 12 أغنية على القائمة بصوت أمير عيد؛ وهو رقم قد يصعب تجاوزه.
رغم تنوع القائمة وشمولها لجنرات موسيقية متعددة من مشاهد موسيقية مختلفة، إلا أن ما نلاحظه أن التمثيل النسائي لا يزال محدودًا، وأن الأغاني النسائية تُعدّ على أصابع اليد الواحدة. مع ذلك، حققت إليانا حضورًا لافتًا بتواجد ثلاث من أغانيها ضمن القائمة، بما فيها "جنني" التي احتلت المرتبة الثالثة.
من خلال تحليل هذه القائمة، يتضح أن الموسيقى البديلة في العالم العربي تشهد نموًا وتطورًا ملحوظين. ويبدو أن الجمهور العربي بات يتجه بشكل متزايد نحو الاستماع إلى الأنواع الموسيقية التي تعبر عن هويتهم الثقافية بأساليب جديدة ومبتكرة. الأغاني التي تحتل المراتب العليا ليست مجرد أغاني ناجحة تجاريًا، بل هي أيضًا تعبير عن تجارب فردية وجماعية تمثل المشهد الموسيقي البديل، وتفتح الباب أمام مزيد من التنوع والابتكار؛ ذلك ما يمكن قرائته من خلال المقارنة مع قوائم بيلبورد عربية الأخرى، حيث تشغل العديد من الأغاني في قائمة أعلى 50 أغنية اندي عربي مراكزًا متقدمة في قائمة بيلبورد هوت 100، ويتصدّر بعضها قوائم أخرى، كأغنية "حبيبي ليه"، التي تتصدر قائمة أعلى 50 أغنية مصري، متفوقةً على أغاني نجوم البوب المصري.
تأتي قائمة أعلى 50 أغنية إندي عربي لتعزز هذا التوجه، وتؤكد على أن الموسيقى البديلة قادرة على جذب جمهور واسع، بل وأنها تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل المشهد الموسيقي الحالي والمستقبلي في العالم العربي.