كان الشاب العراقي حسن المرواني يدرس في جامعة بغداد في مطلع سبعينيات القرن العشرين، عندما وقع في حب زميلة له. خجله منعه من مفاتحتها بالموضوع، قبل أن يستجمع قواه ويرسل إليها طالبة أخرى. وقع ما كان يخشاه حسن، وصدّته ليلى بالفعل. t
أصابت الخيبة المرواني، واعتكف في غرفته أيامًا من دون أن يتكلم مع أحد. tثم عاد المرواني إلى الجامعة، بعدما اختزل مشاعره في قصيدة. وفي إحدى المناسبات في الجامعة، ألقى حسن مطلعها وبعض أبياتها: ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي/ واستسلمت لرياح اليأس راياتي."t
مرت السنوات، وغابت الحبيبة عن حبيبها، واختفى ذكر القصيدة. لكن في منتصف الثمانينيات، كان كاظم الساهر يخدم في الجيش العراقي عندما قرأ أربعة أسطر من القصيدة من ورقة كانت لدى زميل له، فهزت مشاعره. سأل عن صاحب القصيدة؟ فزعم زميله أنه كاتبها.
دشن كاظم مسيرته الغنائية، وأصبح من أشهر الفنانين على امتداد العالم العربي. أصدر الألبوم تلو الألبوم، وتغنى بقصائد الشاعر نزار قباني، لكن قصيدة أنا وليلى ظلت محفورة في وجدانه، وظل يبحث عن كاتبها الحقيقي. وفي منتصف التسعينيات التقى القيصر صديقًا أخبره أنه يعرف أحد أقارب كاتب القصيدة، فوصل الساهر إلى المرواني الذي كان مدرّس لغة عربية في إحدى القرى العراقية النائية، وأحضر بقية الأبيات.t
اختار الساهر الأبيات التي يريد غناءها ولحنها، ثم استدعى المرواني الذي انهار باكيًا عندما سمع الأغنية في الاستديو. وكذلك ليلى قالت إنها بكت عندما سمعت الأغنية بالمذياع، وتألمت من اتهام المرواني لها باللهاث وراء المال عندما قال: "خانتك عيناك في زيف وفي كذب/ أم غرك البهرج الخداع مولاتي" أما حسن، وبعدما غزا الشيب رأسه، فأكد أنه ربما لم يكن منصفاً في ثورته ضد ليلى وقت كتابة القصيدة.tt
ظهر النص الأصلي للمرة الأولى عبر الشرق بودكاست.